صورة المنظمة لدى الجمهور وتحقيق العلامة الاجتماعية البارزة
مارس 19, 2023أجعل موقعك الأول في نتائج البحث
مارس 19, 2023فرضت التقنية دورها كأحد أبرز الأدوات المساهمة في تنمية القطاع غير الربحي حول العالم، وباتت المنظمات تُسارع في استخدام كل تقنية حديثة قد تساهم في تحقيق رسالة المنظمة بشكل أسرع.
وتعتبر المواقع الإلكترونية(Web sites) اليوم أحد أهم عناصر البناء الإعلامي في المنظمات غير الربحية (الحكومية و غير الالحكومية) للعمل الخيري والإنساني، إذ أصبحت هذه المواقع هي الواجهة الرسمية لجُل المنظمات حول العالم. فهي الناطق الإلكتروني باسم جمعيات المجتمع المدني، واللوحة التي يتم عبرها نشر ودعم جميع نتاج المنظمة ليشاهده المزيد من فئات المجتمع، بل وهي كذلك وسيلة رئيسة للتواصل مع المستفيدين حول العالم. والاهتمام بها بالتحديث وال تطوير والنشر من شأنه أن يساعد المنظمات في تحقيق أهدافها الإعلامية و لمواكبة العصر بشكل سريع.
المواقع الإلكترونية بين التقنية والإعلام والعلاقات
لا يزال النزاع قائماً منذ فترة طويلة بين التقنيين والإعلاميين حول المجال الحقيقي للمواقع الإلكترونية و التحول الرقمي الخاص بالمؤسسات الخيرية التي تأسست:
فالتقنيين يرون أن هذه المواقع تقع في الهيكل الأساسي في المجال التقني الصِرف، وذلك لأنهم يرونها أداة مبنية وفقاً لشفرات تقنية، وتحتاج إلى الدعم الفني التقني باستمرار. فالموقع الإلكتروني لا يستغني أبداً عن المتخصص في التقنية ليعمل بالشكل الصحيح، ويقوم بدوره على أكمل وجه.
وعلى الجانب الآخر يرى الإعلاميين أن الموقع الإلكتروني يقع تحت المجال الإعلامي، فهم يعتقدون أن الموقع واجهة إعلامية تقوم المؤسسات باستخدامها للنشر الإعلامي، بالإضافة إلى أنه بوابة إخبارية للمؤسسة، تتيح للمستفيدين والمجتمع معرفة آخر الأخبار الخاصة بها.
ولكن الرأي الأصوب هو أنّ المواقع الإلكترونية تقع تحت كلا المجالين. فهي تقنياً تقوم أقسام تقنية المعلومات بالمؤسسات بالتحكم بها وتقديم خدمات الدعم الفني باستمرار. وإعلامياً تقوم أقسام الإعلام في المؤسسات بنشر المحتوى فيه وتحديثه باستمرار. ووجود الموقع تحت إدارة أحد هذين القسمين بشكل منفصل عن القسم الآخر سيسبب فشلاً ذريعاً. ولنجاح المواقع الإلكترونية في المؤسسات الخيرية تحتاج تعاون كامل بين التقنية والإعلام. وتقسيم العمليات على حسب الاختصاص، والعمل بالتنسيق والتكامل بشكل مستمر.
وهناك طرف ثالث له علاقة وطيدة بال مواقع الإلكترونية و الممارسات التي تفعلها يجب ألا نغفلها، وهو قسم العلاقات العامة؛ إذ هو المسؤول الأول عن عمليات التواصل مع زوار الموقع والإجابة على استفساراتهم ومقترحاتهم. لذلك فنجاح موقع المنظمة الإلكتروني يعتمد على تعاون هذه الأقسام الثلاث فيما بينها على إدارته. والخلل في أداء أي قسم من هذه الأقسام سيؤثر سلبياً على أداء الموقع الإلكتروني وعدم تحقيق الهدف من إنشاءه على الوجه المطلوب.
دور الموقع الالكتروني للجمعيات الخيرية
تعتبر المواقع الإلكترونية للمنظمات و الجمعيات الخيرية (Charitable association ) البوابة الإعلامية الرسمية لكل منظمة مسجلة، فالحصول على معلومة موثوقة عن الخدمات يتطلب ذلك من المستخدم الدخول مباشرة على الموقع الإلكتروني لاستقائها من المصدر.
والمواقع الإلكترونية للمنظمات تقوم بدور كبير في تفعيل العلاقات والإعلام لدى المنظمة و التعريف باي خدمة تقوم بها، فأهم 7 عناصر نجاح أي موقع الكتروني في الحصول على تبرع هي: الرسالة، والتفاعل، والمحتوى غير النصي، والقصة، وقابلية النشر الاجتماعي. وعندما تقوم المنظمة بتفعيل هذه العناصر في موقعها الإلكتروني سيؤدي دوره الإعلامي بالشكل المطلوب.
ولكل موقع إلكترونيا كذلك مهام محددة تساهم في الوصول إلى الهدف الرئيس من إنشاء هذا الموقع، ومن ذلك:
1- التعريف بتقديم المنظمة أو الجمعية : فعند دخول الزائر الجديد لموقع المنظمة أول ما يتبادر إلى ذهنه هو معرفة نبذة من المعلومات عنها، كتاريخ نشأتها ومكانها الجغرافي ورسالتها وأهدافها ورؤيتها وأعضاء مجلس إدارتها وغيرها من البيانات الهامة. كما قد يحتاج الزائر أن يتعرف على كيفية الاستفادة من خدماتها ليستطيع التقديم عليها، فضلاً عن إمكانية الاستفادة من المتطوعين والعاملين وغير ذلك.
2- نشر الأخبار التنموية وفق رؤية المؤسسة: سيسعد الزائر كثيراً عندما يتعرف على جديد أخبار المنظمة عن طريق الموقع، فهو بزيارة سيبقى على اطلاع مستمر بما تقوم به الإدارة العامة بالمنظمة على أرض الواقع. فالموقع الرسمي هو المصدر الرئيسي للزوار في معرفة الأخبار، والمرجع الرسمي للصحف الرسمية ووكالات الأنباء لاقتباس الأخبار ونشرها بشكل واسع. لذلك يجب على المنظمات الخيرية تحديث صفحة الأخبار بشكل مستمر وسريع، وابرازها في مكان مميز في الصفحة الرئيسية بالموقع لتلفت انتباه الزائر.
3- عرض المنتجات والمشاريع و المبادرات و البرامج: تقوم المنظمات في مجال العمل الخيري على منح و دعم أهل الخير والعطاء من أفراد ومنظمات لمساعدة المحتاجين، والموقع الإلكتروني يعتبر مستودع البيانات الخاص بنشر و تسويق المنتجات والمشاريع الخاصة بالمنظمة أو التي تهدف إلى تحقيقها، فعندما يريد المتبرع أن يطلع على أعمال المنظمة سيلج إلى الموقع للاطلاع على ذلك. كما أن المستفيد كذلك يهمه معرفة المشاريع التي يمكنه الاستفادة منها عبر موقع المنظمة و اي شراكة ممكنة بالطريقة العاجلة.
4- التواصل مع المجتمع بشكل عام و تحقيق التنمية: فالموقع الإلكتروني هو صندوق الدعم و البوابة الرئيسة لوصول زوارك إليك بشكل سهل وميسر وتطوير أعمالك، وذلك بهدف الإجابة عن الاستفسارات أو حل الإشكالات للجمعية. ويجب الحرص على صيانة نماذج المراسلات و الموارد بشكل دوري في اي موقع إلكتروني، وذلك بهدف ضمان عملها ووصول الرسائل إلى المكان الصحيح و بالتالي زيادة معدلات الوعي و الوصول والتبرع ل لجمعية. كما أن الرد السريع على مركز رسائل الزوار من شأنه أن يزيد من ولاءهم للمنظمة بالشكل العام.
5- إشراك الزائر في رسالة المنظمة: من المهم وضع أيقونة للدلالة و الاطلاع على رسالة المنظمة وأهدافها في مكان بارز و منطقة محددة من متجر المنظمة الإلكتروني، مع إضافة البريد الإلكتروني (email) و المعلومات العامة عن المؤسسة و الدعوة إلي التواصل معنا و زيارة موقعنا بإستمرار ، فهذا الأمر سيجعل الزائر يستوعب المهمة الرئيسية لكيان هذه المنظمة، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى تبني الزائر لهذه الرسالة بشكل كامل في حال وافقت توجهات هـ الشخصية.
6- المساهمة في نشر مشاريع المنظمة و برنامج العمل الموافق: مع تزايد شبكات التواصل الاجتماعي الحديث وتقدم الخيارات المتاحة صار محافظة المؤسسة على النشر الإلكتروني بطريقة مرخصة إحدى الطرق الفعالة لتحقيق تواصل فعال مع المستهدف مع تحقيق التطور والتنمية المستدامة بطريقة صحية. ويساهم المتجر أو المركز الإلكتروني لاي مؤسسة في ذلك مساهمة فاعلة، وذلك عبر أيقونات المشاركة للمحتوى في المنطقة المخصصة لها والتي تتوفر في أغلب المواقع الإلكترونية. فيمكن للمنظمة أن تُشرك الزائر في عملية النشر بأقل جهد ممكن، مما يضمن توسعاً أكبر وتأثيراً أعلى، قد لا تحصل عليه المنظمة في حال كانت لا تمتلك موقعاً إلكترونياً.
7- كسب العديد من العملاء والمتطوعين الجدد و التعرف على الفئات المحتاجة: غالب المنظمات الخيرية تقوم على العملاء والمتطوعين، وفي العقد الحالي أصبح الحصول عليهم سهلاً مع توفر رقم كبير من وسائل التواصل الحديثة. و يمكنك جعل موقعك الإلكتروني أن يكون أداة لاستقطاب الكفاءات المتميزة، وذلك عبر إتاحة نماذج تسجيل في الموقع لتستقطب العملاء والمتطوعين عبر التسجيل فيها و بالتالي زيادة التبرعات (و التنويه ان الحقوق محفوظة).
السمات الأساسية للكوادر البشرية المعنية بالموقع في اي جمعية خيرية
يرتبط نجاح الموقع الالكترونى و تأديته مهمته على الوجه المطلوب بكفاءة الكادر البشري و أعضاء الفريق الذي يقوم على إدارته. إذ أن المواقع الإلكترونية تحتاج بعضاً من المهارات التي ينبغي أن تكون متوفرة في فريق إدارة الموقع، ومن ذلك:
1- الكتابة و الفيديو: إذ يعتبر المحتوى النصي في المواقع الإلكترونية أكبر بشكل كبير من المحتوى غير النصي، مما يحتم على فريق الموقع أن يمتلك القدرة على التعبير وكتابة و تصميم الخبر أو القصة الاجتماعية و تقديم جميع التفاصيل بالكامل بأسلوب حسن مما يساهم في توجيه وتوعية الناس بالحكمة والموعظة، بالإضافة إلى استخدام الفيديو مما يساهم في تحقيق التميز و والإرشاد السليم إلى الجمهور.
2- إدارة نظام المحتوى: أكثر من نصف المواقع الإلكترونية الخاصة بالمنظمات غير الربحية تعمل بأنظمة إدارة محتوى جاهزة للخدمات و برامج المؤسسة، وبذلك يجب على مدير الموقع معرفة كيفية إدارة بيانات هذا النظام والتعامل معه بشكل متقن. خاصة أن كثير من هذه الأنظمة تتطلب إلمام بآلية العمل فيها والتعامل مع المشاكل التي قد تظهر في أي وقت.
3- إدارة اتحاد الملفات: الموقع الإلكتروني يعمل عبر سجل ملفات مرفوعة تشمل جميع البيانات العمومية على الخادم الرئيسي الذي عليه الموقع و يعمل من خلاله، لذلك يجب على مدير الموقع التحكم بالملفات عبر FTP، وذلك ليتمكن من صيانة الموقع و تحديثه بشكل سريع.
4- التعديل البرمجي: لا يتطلب من مدير الموقع الإلكتروني أن يكون على قدر عالٍ من الكفاءة البرمجية لتصميم موقع فعال، ولكن يُفضل أن يتمكن مدير الموقع من قراءة الشفرات البر مجية الخاصة بالموقع، وذلك لأي تعديل بسيط قد يحتاجه الموقع. وهذا الأمر يتيح لمدير الموقع عمل أي تعديل بسيط بسرعة دون الحاجة إلى استدعاء شركة برمجية قد تأخذ الكثير من المال والوقت في أمر لا يستدعي ذلك.
5- التدقيق الإملائي: ستأتي للموظفين الكثير من النصوص والأخبار والتقارير ليقوم بنشرها، ولكن يجب أن يظهر الموقع الإلكتروني أمام الجمهور على قدر عالٍ من الحرفية، وذلك بخلوه من أي أخطاء املائية قد تسيء للموقع والمنظمة.
6- التعديل على الصور: من صفات المواقع المتميزة هو أن يتوفر المحتوى غير النصي فيها بشكل كبير، ويتطلب ذلك أن يكون مدير الموقع متمكناً بشيء بسيط في عملية التعديل على الصور ومعالجتها وإضافة النصوص عليها ونحوه مرات عديدة، لتتم عملية نشر المادة بشكل سريع.