
المسؤول الأساسي عن جذب الداعمين
فبراير 28, 2023
التحول من الورقية للرقمية
مارس 1, 2023في ظل الطبيعة المعقدة لعالم الأعمال اليوم يعد الاتصال هو الضمانة للحفاظ على المؤسسات من سرعة وتأثير التغييرات في جميع مستويات المؤسسة للنمو والنجاح المستدامين.
ويعتمد مستقبل المؤسسات اليوم على دور الإدارة في إنشاء صورة ناجحة بينها و بين جمهورها والشركاء والمساهمين والمستثمرين وأصحاب المصلحة الآخرين كما يصح القول. إذ تتولى إدارة وظائف الإعلام واﻻﺘﺼﺎل المؤسسي في المنظمات تنسيق الاتصالات الداخلية والخارجية للحفاظ على هويتها، وبناء سمعتها المؤسسية والحفاظ عليها مع أصحاب المصلحة والجمهور التي تعتمد عليها المنظمة بواسطة اتباع العديد من الطرق التي تساهم في تحقيق عملية اﻟﺮﺑﻂ المطلوبة.
لا شك أن نجاح شبكة أي منظمة يقوم في الأساس على ركيزة أساسية ذات أهمية قصوى تكمن ب ﻤﻔﻬوم الاتصال المؤسسي الفعال و العلاقة بين وسائل اﻻﻋﻼم و الأطراف المختلفة اﻟﺘـﻲ تتألف منها هذه المؤسسة من ناحية وبينها و ﺒﻴن البيئة والمجتمع المحيط بها من ناحية أخرى، وفي هذا الإطار يمكن تناول علاقة الاتصال المؤسسي والإعلام من خلال العناصر و اﻟﻤﻔﺎﻫﻴم التالية:
أولاً ـ مفهوم الاتصال المؤسسي وتعريفه (communication) :
يمكن تعريف الاتصال المؤسسي بالطرق الحديثة على انه ذلك الاتصال الذي يجمع بين الاتصال الإداري الداخلي بأشكاله الثلاثة (صاعد، هابط ، أفقي) وبين اتصال المؤسسة مع المجتمع الخارجي المحيط بها، ويتم بين إدارة المؤسسة وبين جماهيرها سواء أ كانت هذه الجماهير داخلية أو خارجية، وبينها وبين البيئة والمجتمع الخارجي المحيط بها بما تتضمنه من ضغوط وسياسات تعمل في إطارها، على أن يسير في الاتجاهات الثلاثة الصاعدة والهابطة والأفقية في العالم ، ويظل محكوم بالظروف والإمكانيات المتاحة والمحيطة بالمؤسسة، ب ﻤﺎ يحقق النجاح والمكاسب المنشودة و ربط الأعمال و المهام بالأهداف و الدراسات الاستراتيجية بطريقة مختلفة.
أهمية توظيف علوم اﻹﻋﻼم (media )ﻓﻲ الإتصال المؤسسي
– بناء سمعة المنظمة العامة وتطوير صورة إيجابية للمؤسسة أو الشركة.
– الترويج الجماهيري الناجح إلى نظرية المنظمة و مجموعة الأعمال التي تقوم بها.
– التركيز على معنى و مميزات الخدمة التي تظهر، مع الحفاظ على هوية المنظمة بشكل عام.
– استهداف جمهور مناسب وأصحاب المصلحة بالاتصال مع كافة الشرائح الممكنة لكفاءه العمل تحت اسم المنظمة كما يقول الكتاب.
– تهدف الاتصالات والمعلومات المؤسسية للتأثير على الرأي العام سواء ﻛﺎن إيجابي أو سلبي.
– بناء مدخل العلاقات الخارجية والداخلية مع أفراد المجتمع مع خلق تجاذبات واضحة وفق خريطة محددة.
– توفير معلومات دقيقة ﺗرﺑط الوضع الحالي للمؤسسة وغيرها من الاستخدامات المطلوبة في وسائل الإعلام الدبلوماسي والعمل على تنميتها و تطويرها.
– توفير نظرة ثاقبة للتوقعات، وخلق مظلة لجميع الاتصالات و الرسائل التسويقية الداخلية والسياسة الخارجية.
– زيادة الترابط المجتمعي و التمييز الايجابي المحكم وفق الأجندة النظرية الخاصة بالمؤسسة وهذا الذي يلعب دوراً فعالاً في جعل المؤسسة في المقدمة و تنمية قدرتها و الفصل بين ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ المهنية و العلاقة الشخصية على المستوى الدولي و المحلي.
توظيف تكنولوجيا الإعلام الرقمي في الإتصال المؤسسي
نتيجة التحولات السريعة والمستمرة التي يشهدها طبيعة المجال الإعلامي واﻻﺗﺼﺎل المؤسسي في عصر التكنولوجيا على المستويات العالمية و المحلية، بات من الضروري أن ينتهج المتخصصون والعاملون في مجال الاتصال المؤسسي و المجتمع المدني مساراً جديداً يركزون فيه على تطوير خبراتهم والتكيف مع متطلبات العصر الإعلامي الجديد عبر الهاتف الذي يعتمد على الابتكار والإبداع في جميع مفاصله، فتطور المشهد الإعلامي يؤثر بشكل مطرد على طريقة ونماذج عمل المتخصصين في مجال الاتصال المؤسسي.
فإلى جانب أدوارهم التقليدية مثل إدارة سمعة علامتهم التجارية والتفاعل والإتصال مع وسائل الإعلام والجهات الأخرى، فقد وجب على العاملين في مجال الاتصال المؤسسي أيضاً مواكبة الاتجاهات الرقمية الناشئة للتأكد من أنها تضيف بشكل مستمر قيمة جديدة و واسعة لعلاماتهم التجارية بطرق إبداعية واستراتيجية في ضوء أهداف المؤسسة و اﻟﻐﺮض الاستراتيجي التي تبحث إلى تقديمه و الذي يعتبر الورقة الرابحة لكل المؤسسات.
1. ضرورة معرفة وضع و أبعاد ومقاييس التسويق والاعلام الرقمي ﺒﻴﻥ المجتمعات
مع تطور التكنولوجيا وتلاشي الخطوط الفاصلة بين التسويق والاتصال المؤسسي في العصر الرقمي الجديد و زيادة الاختلاط بينهما، باتت هناك حاجة ملحة لمتخصصي الاتصال المؤسسي تفرض عليهم تعلم مهارات إعلامية جديدة، ﺣﻴﺚ أثبت هذا النهج فعاليته في احتضان المجال الرقمي واستكشاف آفاقه لتحقيق الأهداف التي يطمح إليها العاملون في مجال الاتصال المؤسسي الديمقراطي التي تعكس رؤية المؤسسة والاتصالات الاستراتيجية لها.
وتعتبر أجزاء الوسائط المدفوعة والمكتسبة والمملوكة جميعها أساليب وأدوات شائعة، إلا أنها غالباً ما تكون غير فعالة عند تنفيذ حملة تسويقية منسقة بالاعتماد على تلك العناصر الثلاثة، لذا يجب على فرق الاتصال المؤسسي التي تسعى إلى تطوير حملات ناجحة والترويج لها أن تطور مهاراتها في مجال تحسين محركات البحث (SEO) وتحليلات الويب ووسائل التواصل الاجتماعي والبحث في العوامل الأكثر تأثيراً في تجربة مستخدمي المحتوى و المرسل لتحقيق ﺍﺘﺼﺎل فعال.
2. إتقان و دراﺳﺔ أشكال المحتوى الرقمي ونظرية الاتصال
يجب أن يتقن العاملون في مجال العمل ﻭﺍﻻﺘﺼﺎل المؤسسي علم الأشكال السمعية والبصرية للمحتوى الرقمي و تكنولوجيات الاتصال مثل المحتوى الديناميكي ومحتوى الفيديو، والتي تساهم في تعزيز معدلات التفاعل للإعلام المستخدم بشكل كبير كما يمكن استخدامها عبر منصات متعددة. وفي حين إنّ المحتوى الثابت كان بمثابة الشكل المفضل لإيصال رسالة ما، إلا أن الفيديو والمحتوى الديناميكي باتا يسجلان نسب مشاركة وتفاعلاً أكبر ﻣﻦ جانب الجمهور في مختلف الدول العربية و الأجنبية على نحو ملحوظ.
3. الدراسة الفعالة من أجل فهم مؤشرات و مفاهيم الأداء الرئيسية الرقمية و كيفية التأثير عليها
يمكن أن تسهم رسائل و مؤشرات الأداء الرئيسية الرقمية و والتحول الالكتروني في توفير تأثير «قابل للقياس» للجهود التي تبذلها العلامة التجارية لإنجاح استراتيجيات الاتصال المؤسسي. وسيمكّن تطوير منصة متخصصة لتتبع التفاعل مع الجمهور المستهدف، الفرق المعنية من تحديد المجالات التي ينجحون فيها وتلبي توقعاتهم – وأيضاً المجالات التي تحتاج إلى تحسينات إضافية. وسيكون استخدام الأدوات الرقمية لتتبع مؤشرات الأداء الرئيسة وقياس الأداء أمراً ضرورياً لتحقيق الأهداف سواء الشخصية أو المهنية. وعلى الرغم من أن قياس نقاط القوة والضعف في مجال الاتصال المؤسسي قد يبدو أمراً شاقاً بعض الشيء، إلا أن عملية جمع البيانات لتحقيق التطور المطلوب من خلال مؤشرات الأداء الرئيسية يمكن القيام بها بسهولة من قبل اي جهة من مؤسسات ومنظمات الدولة.
معوقات تسهم في عدم الربط بين الاعلام و اﻻﺗﺻﺎل المؤسسي في كثير من المؤسسات:
1- البيروقراطية الإدارية من ابرز المعوقات التي تواجه تفعيل الاتصال المؤسسي في الجهات الحكومية مما يمنع تكامل الأنشطة الاتصالية لتأسيس عمل موجه لنمو ونجاح المنظمة يتم تحقيق الهدف من خلال تبادل المعلومات و الرؤية العامة بين الادارات المتنوعة لتنفيذ استراتيجية المنظمة ورؤيتها و مواجهة الصعوبة المهنية المحتملة.
2- من الممارسات الخاطئة التي تفقد تطبيق الاتصال المؤسسي وتعزيز دوره حصره في التواصل الداخلي والاتصال التسويقي الغير دقيق، وكذلك التفريق بين التسويق والاتصال، واعتبار الاتصال المؤسسي إدارة ليس استراتيجية أو وسيلة لكي تشارك في بناء استراتيجيات المنظمة، وهذه من الوسائل التي تضعف دور علاقات الاتصال المؤسسي الذي ينبغي أن يكون مظلة لجميع الاتصالات ويرتبط بالرئيس التنفيذي للجهة الحكومية أو الخاصة الذي يربط الأهداف التقنية بأرض الواقع خلال أيام قليلة.
3- سعادة الموظفين وزيادة ولائهم للمنشأة من أولويات الاتصال المؤسسي وذلك بتمكينهم من معرفة أداء المنظمة، ورسالتها، واستراتيجيتها الهامة لتعزيز الثقافة التنظيمية و العلاقات الإنسانية القائمة، ولا يقل التواصل الداخلي أهمية من الاتصال الخارجي بالأعلام وأصحاب المصلحة. حيث تطور مفهوم الموظف من مجرد موظف وإلى أن أصبح سفيرا للعلامة التجارية.
4- في ظل التعقيد السلبي الشديد في بيئات العمل اﳊﺪﻳﺜﺔ تزيد قيمة التواصل لوسائل العلاقات العامة ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ والعلوم الإدارية و التقنية المختلفة بشكل وثيق أكثر، وتعاني كثيرا المؤسسات من وجود خبراء الاتصال بوسائل الإعلام الذي يستطيعون إدارة فروق الاتصال في جميع الاتجاهات، وصياغة استراتيجيات التواصل الهادف للحفاظ على هوية المؤسسة وسمعتها وبناء الاتصال باتجاهين بين المنظمة وجمهورها و بالتالي توصيل المعلومة المطلوبة بالجمهور و هو الموضوع المؤثر في حياة المنظمات.
5- لا يمكن تفعيل المبحث الرئيسي إلى الاتصال المؤسسي والسلطة الإعلامية دون تعزيز مبدأ الشفافية والافصاح لمعرفة أداء المؤسسة وأنشطتها المستقبلية لإقناع جمهورها برسالتها وأدائها، وتعزيز الصورة الإيجابية عن طريق إعداد التقارير والرسائل الإعلامية، وخلق القصص الملهمة للتأثير على تصور أصحاب المصلحة المتعددين، والراي العام الذي يمثل عنصر من عناصر نجاح المؤسسة.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من الفرص الكبيرة التي تقدمها هذه التقنيات والتحولات في المجال الإعلامي الذي يتناول جميع وسائل و استراتيجيات الإعلام و الإتصال، إلا أنها تخلق أيضاً تحديات جديدة للعلامات التجارية. لذا ينبغي على الخبراء والعاملين في مجال الاتصال المؤسسي أن يتمتعوا بمستوى عالٍ من المرونة والقدرة على التدخل في الوقت المناسب لمعالجة التحديات الرقمية الجديدة التي تصاحب هذه التقنيات. وكما هو واضح للجميع، يعتبر مجال الإعلام الرقمي عميقاً وغنياً وسريع التحول كما أنه ساهم في تحويل عالم الاتصال المؤسسي إلى نهج متعدد القنوات على عكس النهج التقليدي أحادي القنوات الذي كان متبعاً في الماضي. وبكل تأكيد لا يزال المحتوى هو الأساس الذي تقوم عليه جميع العمليات الأخرى، إلا أن الشيء الجديد الآن هو أن السياق بات العامل الأول والأخير الذي يحدد نوعية المحتوى الذي تتم مشاركته مع الجمهور.