آثار الصراع التنظيمي
يناير 30, 2023مجـتمع حـقق للاسـتـشــــــــــــارات
يناير 30, 2023السلوك الفردي في المنظمات
تهتم إدارات الشركات المحترفة في اي دولة بالعالم بالسلوك الفردي داخل المنظمات للعاملين وتسعى في تحقيق ذلك باستخدام كافة الوسائل المتاحة لتحقيق أكبر فعالية من هذا السلوك، لكن المعضلة التي دائما ما تقف أمام هذه الشركات هو إن السلوك الانساني في النفس البشرية في حد ذاته غير قابل للقياس.
ويمكن ان يرجع ذلك كون السلوك الفردي ما هو إلا عبارة عن مجموعة من الدوافع والانفعالات الحسية والتي تختلف من شخص لآخر ومن موقف لموقف؛ فكيف للمؤسسة إن تدير مجموعة كبيرة من اﻷﻓراد يختلفون في شخصياتهم ودوافعهم وتنظم هذه السلوكيات بشكل متجانس يخدم سير العمل ويرفع من إنتاجية الفرد؟! الإجابة عزيزي القارئ تكمن فيما يسمى بالسلوك التنظيمي للمؤسسات و هو نوعين الفردي والجماعي.
قبل التطرق إلى مناقشة مفهوم السلوك الفردي داخل اي منظمة و ما ينبثق منه، وجب التنويه ان للسلوك التنظيمي داخل المؤسسات كمجال كامل 3 أسس يقوم عليها هم: الأفراد (السلوك الفردي) والمجموعات (السلوك الجماعي)، والبيئة المحيطة، وهم في قولًا آخر يتم تعريفهم بكونهم مستويات السلوك التنظيمي الثلاثة، و لكن هذا المقال سيقتصر فقط على تقديم تعريفاً شاملاً عن السلوك الفردي في المنظمات… لمعرفة مفاهيم أعمق عن كل ما يخص السلوك التنظيمي يمكنك بسهولة تصفح موقعنا و ستجد كل ما تحتاجه عن هذا الموضوع و أكثر.
ما هو السلوك الفردي في المنظمات؟!
هو مجال و نظام فرعي من مجالات العلوم الإنسانية والتي يتم فيه دراسة شخصية الفرد ودوافعه للقيام بسلوك معين، بهدف تنظيم هذه الإنفعالات وربطها بأهداف اخرى قابلة للتحقيق، سواء على مستوى الفرد الواحد أو المجموعات داخل منظمات الدولة.
أى أن السلوك الفردي داخل المنظمات هو علم يقوم على دراسة السلوك الفردي الشخصي واسبابه وعلاقه هذا السلوك بالآخرين، وأثر سلوك الفرد على الآخرين والعكس، وعلاقة هذه السلوكيات بالبيئة المحيطة وتأثير البيئة عليها، من ثم العمل على تنظيم العلاقة ﺑﯾن كل هذه السلوكيات ودفعها نحو تحقيق المنفعة الأكبر للجميع.
من هذه السطور يمكن استنتاج المفهوم الخاص بالسلوك الفردي و الإنساني داخل المنظمات، والذى منه تهدف الشركات إلى دراسة العلاقة التبادلية بين الفرد والمجموعة والمؤسسة بهدف فهم و تعريف هذه الأنماط وتوقع الاستجابات السلوكية الناتجة عنها والتحكم في نتائجها بهدف خلق بيئة أكثر فعالية وإنتاج.
وهو بدوره ما يجعل السلوك الفردي للمؤسسات عبارة عن مثلث تبادلي المنفعة بين ثلاثة أضلاعه، فإذا فهمت المؤسسة دوافع الفرد، ستفهم كيف توظفها داخل المجموعة، وإذا فهمت آلية تعامل الأفراد مع بعضهم البعض داخل المجموعة الواحدة، ستعرف كيف توظف هذا لصالح المؤسسة، وإذا فهمت المؤسسة الطريقة المثالية للتعامل مع الأفراد والمجموعات، سيعود هذا على الموظفين بالترابط والولاء للشركة والعمل بإخلاص من أجلها.
أهمية دراسة السلوك الفردي في المنظمات
لدراسة السلوكيات و الاتجاهات الفردية في المنظمات أهمية ودور كبير، و هذا ما سيتم توضيحة من خلال النقاط الثمانية التالية:
1- فهم طبيعة الموظفين وشخصياتهم و الفصل ما إن كان هذا الموظف منطوياً، أو سعيداً، أو متحفز، أو مندفع، و إمكانية التمييز بينهم.
2- تنمية مهارات الموظّف وتحسين قدرته، و إدارة معارفه بكفاءة، وينطبق الأمر نفسه على المدراء و الحركة الإدارية ايضاً.
3- اتباع طرق صحيحة لتحفيز الموظفين على العمل في كافة المجالات من يزيد قدرتهم على التعلم.
4- يمكن بواسطة دراسة السلوك الفردي فهم الأحداث المستقبلية والتنبؤ بها مثلًا تخطيط الأعمال السنوي، وإدارة الطلب، وإدارة خط الإنتاج والتوزيع، وتخطيط الإنتاج، وجدولة الموارد، والخدمات اللوجستية و التنظيمية، كل هذه الأمور تؤثر و تُساعد في الحصول على التنبؤات المستقبلية لفهم مسيرة العمل والسيطرة عليها.
5- زيادة فعالية وكفاءة المنظمة خلال أيام قليلة و سرعة استجابتها إلى المتغيرات المستمرة.
6- توفير بيئة أفضل للمنظمة يُساعد و خلق جو صحي وأخلاقي بين الموظفين، وبين المدراء والموظفين في المنظمة.
7- إظهار النوايا الحسنة بين الموظفين، وبين الموظفين والمدراء في اﳌﻨﻈﻤﺔ و سرعة التكيف بينهم.
8- الاستخدام الأمثل للقوى البشرية و الإدارية بالمنظمة و توفير الدعم اللازم لها.
العوامل المؤثرة على اﻟﺴﻠﻮك اﻟﻔردي للمنظمات
هناك العديد من العوامل الداخلية وكذلك الخارجية التي لها تأثير قوي على سلوك الموظفين، فيما يأتي أبرزها:
1- القيادة أو الإدارة:
تقع على القادة والمدراء مسؤولية توجيه طاقم العمل، ففي معظم الحالات يكون السبب الرئيسي الأول في عدم رغبة الموظفين في الذهاب إلى العمل تعاملهم مع رؤساء عمل أو مدراء صارمون.
لذا فإن دور المدير الناجح يكمن في أن يُشعر الموظفين بأنه إلى جانبهم ويتفهّمهم، و أنه مستعد لإرشادهم وتقديم المساعدة اللازمة لهم ليكتسبوا مهارات جديدة، ولرفع مستوى معرفتهم وأدائهم، وأنه يشعر بأهمية دور كل فرد منهم.
2- ثقافة العمل:
يحتاج موظفي المنظمة إلى الشعور بالارتياح في مكان العمل، من أجل أن يتصرفوا بإيجابية ويكونوا فاعلين وقادرين على إنجاز مهماتهم، كما يجب أن تكون القواعد والقوانين العامة مشتركةً، يلتزم بها الجميع، مثل الاحترام المتبادل بين الأفراد، واتباع مدونة الأخلاق، والتزام الشفافية والمصداقية.
ومن الجدير بالذكر أن الأمن الوظيفي يُعد أحد أهم العوامل التي تُؤثر على سلوك الموظفين، بالإضافة إلى التعاون بين أعضاء الفريق في الأزمات (يمكن ان يتم من خلال الزيارات الميدانية إلى مكان العمل و الاجتماعات) .
3- مسؤوليات الموظف:
من الأساسي ان يُطلب من الموظفين القيام بواجباتهم في العمل بأفضل ما يمكنهم القيام به وعلى أكمل وجه، بدون أن يُثقل الأمر كاهلهم أو يزيد عن طاقاتهم البشرية، ويُمكن تشجيعهم بإيجاد ترقية أو تحسين مهاراتهم من وقت لآخر.
4- التواصل الفعال بطريقة منتظمة:
يحتاج المدراء للتواصل بشكل فعال مع موظفيهم، لأنه عند شعور الموظفين بأنهم مهملون، فإنهم يفقدون الشغف بالعمل، ويقل اهتمامهم بإنجاز مهماتهم، لذا يُفضل أن يكون الموظف قادرًا على إبداء رأيه في القرارات الرئيسية للمؤسسة، والتعبير عن مشاكله فيها، لتُعالج المظالم على الفور و يتم هذا من خلال متابعة المديرين و تلبيتهم إلى الاحتياجات الأساسية للأشخاص العاملين اثناء تأدية عملهم.
5- المستوى الاجتماعي و الأسرة والحياة الشخصية للموظف:
الأفراد يتصرفون وفق الخلفية الإجتماعية و الأسرية الخاصة بهم حيث انه يُلاحظ أن الأفراد ذوي الخلفية الأسرية المضطربة، يميلون إلى التصرف بشكل غير عقلاني وغير لائق ﻓﻲ مكان العمل، ويُحبذ الموظفين الذين يعيشون علاقات متوترة مع أفراد أسرتهم الجلوس حتى وقت متأخر في العمل، مما يؤدي إلى إفساد ثقافة العمل بأكملها، لذا يجب على العاملين محاولة عدم جلب مشاكلهم الشخصية إلى مكان العمل.
6- العلاقات بين الأفراد في العمل:
من الضروري أن يكون الموظفين قادرين على التحدث مع بعضهم البعض و لو ل دقائق قليلة للمناقشة وتبادل الخبرات والآراء، فليس من الممكن أن يعمل أحد الموظفين بمعزل عن الآخرين من زملائه، فعدم السماح للموظفين بالتفاعل مع زملائهم العاملين، يويد من شعورهم بالإحباط والتوتر وتجنب الجدال مع أعضاء الفريق، والرغبة في ترك العمل قبل انتهاء ساعات الدوام الرسمي.
7- صفات شخصية الموظف المختلفة:
بغض النظر عن حجم المؤسسة التي يعمل فيها الموظف، فإن السلوك الفردي ذات الطابع الشخصي الخاص به يُؤثر على عمله بشكل أو بآخر، ومن أبرز أنواع هذا السلوك ما هو موضح فيما يأتي:
-القدرات الذهنية والبدنية الفريدة.
– القيم الأخلاقية التي تربى عليها.
-الثقافة الشخصية التي يتحلى بها.
– الخصائص البيولوجية والديموغرافية، كالعمر والجنس والعرق.
ربما تكون بعض هذه المعلومات نعرفها جميعاً لكن هل حقاً نستخدم هذه المعلومات عندما نواجه مشكلة مع أداء أحد الموظفين؟. ولأن اﻟﻤﻨظﻤﺎت والمؤسسات تتطلع إلى المستقبل بالشكل الكلي وتفكر في تقديم خدمات ومنتجات جديدة، ينبغي أن تسأل نفسها “هل نتأكد من امتلاك الموظفين ما يحتاجون له من أدوات لأداء أعمالهم على مستوى عال؟”، فتطوير أداء الموظف ليس مجرد عملية تدريب أو ﺳﻠﻮك فردي، بل قطع كثيرة يتم تجميعها لخلق بيئة وثقافة عمل للوصول لمستوى عالي من الأداء الوظيفي الذي يختلف من موظف إلى موظف على حسب كل موقف و هذا الجزء المهم من دراسة السلوك الفردي في المنظمات.
#النشر #ندرس #بد #وائل #cover #وكيف #أبحاث #تركز #ساعة #أما #تحدد #دار #قاسم #محمد #الشروق #والنشر #إعتراف #لغوية #الأردن #الموحد #الثاني #أوروبا #الطائش #الأطفال #للطباعة #