أهمية بيئة العمل الابتكارية في المنظمات غير الربحية
إنّ من أكثر المواضيع التي تشغل عقول قادة الأعمال موضوع بيئات العمل المعاصرة في المنظمات الغير ربحية، وكيفية وضع بيئة عمل إبتكارية تسمح للأفكار الإبداعية أن تتولد من أصغر موظف في المنظمة وصولاً إلى المدراء التنفيذين وبشكل مستمر. إن بناء بيئة عمل يحتاج إلى تطوير الإمكانيات لاستكشاف أفكار جديدة وتجربتها وتقبُّل إمكانية الفشل والحاجة إلى العمل مع شركاء خارجيين عند الحاجه.
من أهم الخطوات التي يجب إتخاذها من قبل الإدارة هي التركيز على كيفية إدارة فُرق الإبتكار الداخلية لديهم والحث على عدم الخوف من الأفكار الجديدة والمبتكرة وترسيخ فكرة أن المشاريع بعضها سينجح وبعضها سيفشل بطبيعة الحال.
ومثالاً على تطبيق فكرة بيئة العمل الإبتكارية ما فعلته شركة بوش (Bosch ) والتي قامت بتأسيس شبكة إبتكارية وإدارتها مع شركات ناشئة داخلية. حيث يوفر برنامج مسرع الأعمال الخاص بـ”بوش” طريقة منظمة لفرق الابتكار الداخلية للتحقق بصورة منهجية من إمكانية استمرار أفكارهم الخاصة بالأعمال. حيث يختار القادة والمدراء التنفيذيين مجموعات تتكون من 25-30 فريقا من جميع أنحاء العالم للعمل معاً لمدة 6-12 شهراً. تتلقى الفرق تمويلاً مبدئياً قدره 120,000 يورو وتمنح مدة ثلاث أشهر لاختبار إمكانية تطور أفكارهم الخاصة بنموذج العمل. وحسب النتائج، تحصل الفرق على ميزانية إضافية تبلغ 300,000 يورو وأكثر. استمرت “بوش” منذ 2017 في أكثر من 169 فريقاً. أوقف 118 فريقاً من هذه الفرق مشاريعهم بعد الاستثمار الأول، وتوقف 37 فريقاً من الفرق الباقية بعد الاستثمار الثاني. من خلال هذه العملية اكتشفت ” بوش ” أنّ 14 فريقاً طورت مشاريعها بنجاح بالتمويل اللاحق.
بالتأكيد لا يمكن لكل المنظمات الوصول إلى الأفكار الإبتكارية بنفسها حتى ولو إعتمدت على أفضل وأمهر موظفيها في تنفيذ عمليات الإبتكار. لذا فإنّ خلق بيئة إبتكارية بالكامل يتطلب تعاوناً مع مبتكرين خارجيين متخصصين في مجال تطوير المنظمات وإنمائها. والتعاون مع ذوي الخبرة في التطوير يضمن خلق بيئة عمل إبتكارية عن طريق رفع المهارات داخل المنظمة وخارجها والاستجابة الأمثل لبيئات العمل التنافسية المتغيرة باستمرار، و إذا أراد القادة بناء محرك مستدام لنمو المنظمة، عليهم الحرص على خلق البيئة المناسبة لتوليد أفضل الأفكار.