أهمية التعاون الدائم بين العاملين
في العديد من المنظمات غير الربحية، غالباً ما تخفق جهود القادة إلى الترويح للتعاون بين العاملين في المنظمة والمحافظة على استدامته، ومن أسباب المشاكل هو أن القادة ينظرون إلى التعاون من زاوية ضيقة، وأنهم غالباً يميلون إلى إيجاد ثقافات قائمة على التعاون، والتركيز على فرض القيم الصحيحة على العاملين، أو الإعتماد على تصميم الفضاء المناسب مثل فكرة المكاتب المفتوحة دون النظر إلى حقيقة أن التعاون يتطلب إلى مهارات يجب تعليمها للعاملين وعدم فرضها عليهم لكي لا تكون ثقيلة الأثر على نفوس العاملين.
قد تبدو هذه المهمة صعبة في البداية، إلى أن بعض المنظمات قد تمكنت من إيجاد الطرق المناسبة لغرس مفهوم التعاون في نفوس العاملين عن طريق بعض التقنيات المناسبة التي مكنت القادة والعاملين من العمل معاً على نحو جيد، والتعلم من بعضهم البعض، وإثراء قيمة التعاون فيما بينهم، والتغلب على الحواجز النفسية التي تحول دون إنجاز هذه الأمور، والعمل على ترسيخ فكرة أن هناك وقتاً للإصغاء والتعلم من أفكار الآخرين، ووقتا لتعبير عن الأفكار الذاتية، ووقتا لنقد الأفكار واختيار ما يمكن تطبيقه منها. ومن هذه التقنيات مايلي:
غالباً ما يفكر العاملين في الطريقة التي تمكنهم من ترك الإنطباع الجيد لدى القادة ، وهو ما يدفعهم في كثير من الأحيان إلى عدم الإصغاء والتفكير في طريقة الرد على الكلام الموجه إليهم.
ومن الأساليب المساعده في تحسين الإصغاء اتباع السلوكيات التالية:
قبول وجهات النظر مع من نختلف في الرأي معهم ليس بالأمر السهل ، ولكن عند محاولة التعاطف مع المتحدث ومحاولة فهم وجهة نظره والأسباب المؤدية لإختلاف وجهات النظر يساعد في الحصول على نتيجة أفضل ويعزز من التعاون الناجح. تقود هذه العقلية العاملين إلى خوض حوارات بناءة، والفضول الفكري في فهم وجهة نظر الآخرين .
عند تقديم الآراء التقييمية للموظفين سواءً بالإشادة والإطراء أو بالذم يجب التركيز على تقديم آراء مباشرة ومحددة وقابلة للتغيير. مما يساعد العاملين على تقبل هذه الآراء والعمل على التحسين بصدر رحب . مع الحرص على عدم تقديم الآراء بشكل غير مباشر على العاملين مما قد يؤدي إلى عدم تقبل العاملين لهذه الآراء.
إن من صفات الموظف الناجح القدرة على الانتقال بين القيادة والاتباع عند الحاجة إلى ذلك. حيث أنّ أفضل المتعاونين في المنظمات هم الأشخاص المعروفين بحل المشكلات بطرق تفيد الجميع ومن يجيدون القيادة والاتباع وسلاسة الإنتقال بين الدورين بحسب ما تقتضي الحاجة.
تظهر الأبحاث النفسية أننا عندما نتواصل مع الآخرين ، غالباً ما نكون غير مباشرين ونتحدث بلغة مجردة. لكن وزن كلماتنا سيكون أكبر لو تحدثنا بلغة ملموسة وقدمنا صوراً مفعمة بالحيوة لأهدافنا.
بما أن كل تقنية من هذه التقنيات السابقة تدعم الأخرى ونظرا للتداخل القائم فيما بينها فإنه إذا تم تعلم التقنيات السابقة سيسهل على العاملين تعلم هذه التقنية والخروج من الحوار بأفضل النتائج .